كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 291 """"""
نشكو إليك خطوباً لا نطيق لها . . . حملاً ، ونحن بها ، حقاً أحقاء
زلازلاً تخشع الصم الصلاب لها . . . وكيف يقوى على الزلزال شماء
أقام سبعاً يرج الأرض ، فانصدعت . . . عن منظر ، منه عين الشمس عشواء
بحر من النار ، تجري فوقه سفن . . . من الهضاب ، لها في الأرض إرساء
كأنما فوقه الأجبال ، طافية . . . موج علاه لفرط الهيج غثاء
يرى لها شرر كالقصر طائشة . . . كأنها ديمة تنصب هطلاء
تنشق منها قلوب الصخر ، إن زفرت . . . رعباً ، ويرعد مثل السعف رضواء
منها تكاثف في الجو الدخان إلى . . . أن عادت الشمس منه وهي دهماء
قد أثرت سفعة في البدر لفحتها . . . قليلة التم بعد النور ليلاء تحدث النيرات السبع ألسنها . . . بما يلاقي بها تحت الثرى الماء
وقد أحاط لظاها بالبروج ، إلى . . . أن كاد يلحقها بالأرض إهواء
فيالها آية من معجزات رسول . . . الله يعقلها القوم الألباء
فباسمك الأعظم المكنون إن عظمت . . . منا الذنوب ، وساء القلب أسواء
فاسمح وهب وتفضل وامح واعف وجد . . . واصفح ، فكل لفرط الجهل خطاء
فقوم يونس لما آمنوا أمنوا . . . كشف العذاب ، وعم القوم نعماء
؟ ونحن أمة هذا المصطفى ، ولنا . . . منه إلى عفوك المرجو دعاء
هذا الرسول الذي لولاه ما سلكت . . . محجة في سبيل الله بيضاء
فارحم وصل على المختار ، ما خطبت . . . على علا منبر الأوراق ورقاء