كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 294 """"""
من خوشداشيته بغير ذنب ، ليقيم ناموس ملكه .
ووزر له الصاحب الأسعد : شرف الدين هبة الله بن صاعد الفائزي . وتمكن منه تمكناً عظيماً . وقدمه على العساكر وصرفه في الأموال .
وكان الوزير المذكور من قبط مصر . خدم الملك الفائز أخا الملك الكامل كاتباً ، ثم تقدم وترقى وتنقل في المراتب ، إلى أن وزر . وتحول في الدولة وابتاع المماليك لنفسه . وتعالى في أثمانهم ، فكان يبتاع المملوك بألف دينار عيناً . واجتمع له نحو من سبعين مملوكاً ، يركبون في خدمته وينزلون . وكان يقول في وزارته : كنت كاتب المصايد بقنطرة سيوط ، بدرهم وثلث في كل يوم ، ثم ترقيت إلى هذه الغاية .
وكان ظالم النفس ، أحدث في وزارته حوادث كثيرة ومكوسا . واستناب القاضي زين الدين بن الزبير ، لفضيلته وكفايته ومعرفته باللغة التركية . وكان يحفظ له نظام المجلس .
ولما قتل الملك المعز ملك بعده ولده الملك المنصور .
ذكر أخبار السلطان الملك المنصور نور الدين على بن السلطان الملك المعز وهو الثاني من ملوك دولة الترك بالديار المصرية
ملك الديار المصرية بعد مقتل أبيه - رحمه الله تعالى - في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر ربيع الأول ، سنة خمس وخمسين وستمائة . وذلك باتفاق من الأمراء المعزية - مماليك والده - فحلفوا له ، واستحلفوا جميع العساكر . وجعلوا الأمير فارس الدين أقطاي ، المستعرب الصالحي - خوشداش والده - أتابكه ، بحكم صغر سن الملك المنصور . ثم استقرت الأتابكية - بعد ذلك - للأمير سيف الدين قطز ، المعزى - مملوك والده .
ووزر له الصاحب شرف الدين الفائزي ، أياماً قلائل ، ثم قتل . وذلك أن الأمير سيف الدين قطز عزله عن الوزارة ، وأمر بالحوطة على أمواله وأسبابه وذخائره . وكان

الصفحة 294