كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 297 """"""
بهذا الاصطفاء . ولمثل هذه الرتبة يتخير الأكارم من الرجال . وإذا تناسبت الأشياء ، ظهر عليها نضرةٌ وجمال . فليرهف لتدبيره عزمه الماضي الضرائب . وليستر بمحاسن سعيه ما يبدو له من المعايب . وليهتم بأمر الأموال ، فإن الأغراض منها مستفادة . وليول من الأمناء من يستحق منا الحسنى وزيادة .
ولينعم النظر في عمارة البلاد . واستعمال العدل الذي به تدر أرزاق العباد . وبنوره يهدي إلى سبيل المراشد كل هاد . وعنده يوجد تصديق ظنون الرواد والوراد . وليكن لأحوال ولاة الأمور متفقدا ، وللنظر في أحوالهم مجددا . وليضرب عليهم بالأرصاد مغيباً ومشهدا . وليصفح عن من لم يكن منهم للزلة متعمدا . فما نؤثر إلا أن يكون الإحسان للناس شاملا ، والبر إليهم متواصلاً . وما تحسن السير إلا إذا تحلت بالمناقب والمفاخر . وتضمنت محاسنها بطون الأوراق وصدور الدفاتر .
وليتناول من الجامكية والجراية ، لاستقبال المباشرة في الشهر ، من العين مائة دينار من الجوالي بالصرف الحاضر . ومن الغلات ، من الأهراء المباركة بمصر المحروسة ، خمسين إردبا قمحا وشعيرا - ثلثين وثلث . ومن الراتب - الشاهد به الديوان المعمور لمن تقدمه - النصف . وعين جهات الراتب ، فقال : الخبز من المخابز ، واللحم مع التوابل والخضر المثمنة ، وما هو مقررٌ على دار الوكالة مشاهرةً ، من عرصتي الفاكهة بالقاهرة ومصر والرباع ، وغير ذلك . والعليق المقرر على الاسطبلات من الأهراء أيضاً . وإن تعذر حصول الغلة المقدم ذكرها ، والعليق المذكور ، يثمن بالسعر الحاضر ، وتكون جهته من جهة الجامكية . فليستعن بهذا المقرر على كلف أوقاته . وليصرفه في وجوه نفقاته ، بعد العلامة الشريفة أعلاه ، وثبوته بحيث يثبت مثله ، إن شاء الله تعالى .