كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 298 """"""
وكتب في العاشر من شهر رمضان المبارك ، سنة خمس وخمسين وستمائة ، بالإشارة العالية المولوية الأتابكية الفارسية - أدام الله علوها . الحمد لله وحده . وصلواته على سيدنا محمد نبيه ، وآله ، وسلامه .
وكتب هذا التقليد في ورق بغدادي في قطع الربع . وعادة تقاليد الوزراء - في وقتنا هذا - تعظم أربابها في النعوت والكتابة ، أكثر من هذا .
وفي هذه السنة - وقيل في السنة الآتية - كانت الوقعة بين العساكر المصرية والملك المغيث والبحرية ، وانتصر العسكر المصري ، وانهزم الملك المغيث والبحرية . وقد تقدم ذكر ذلك في أخبار البحرية ، فلا فائدة في إعادته .
واستهلت سنة ست وخمسين وستمائة
:
في هذه السنة ، كانت وفاة بهاء الدين أبو الفضل زهير ، بن محمد بن علي بن يحيى بن الحسن ، بن جعفر بن منصور بن عاصم المهلبي الكاتب .
كان من فضلاء عصره . وكان قد خدم الملك الصالح نجم الدين أيوب ، لما كان ينوب عن والده الملك الكامل . وتوجه في خدمته إلى الشرق ، ولازمه إلى أن قبض على الملك الصالح واعتقل بالكرك . فأقام بنابلس محافظةً لمخدومه ، إلى أن خلص ، فعاد إلى خدمته . وحضر في صحبته إلى الديار المصرية ، وتمكن منه واطلع على سره .
وكانت وفاته قبيل المغرب من يوم الأحد ، رابع عشر ذي القعدة . ودفن من الغد ، بعد صلاة الظهر ، بتربته بالقرافة الصغرى ، بالقرب من تربة الإمام الشافعي . ومولده بمكة - شرفها الله تعالى - في يوم الأربعاء ، خامس ذي الحجة ، سنة إحدى وثمانين وخمسمائة .
وفيها ، توفي الإمام الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم ، بن عبد القوي بن عبد الله بن سلام ، بن سعد بن سعيد المنذري .
وكانت وفاته بالقاهرة ، في يوم السبت ، أول الساعة العاشرة ، ثالث أو رابع ذي القعدة ، سنة وخمسين وستمائة . وصلى عليه في يوم الأحد - بعد الظهر - بالمدرسة