كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 299 """"""
الكاملية بالقاهرة المعزية . ثم صلى عليه تحت القلعة . وصلى عليه عند قبره قبل العصر . ودفن بسفح المقطم . وكان مولده بفسطاط مصر ، في غرة شعبان ، سنة إحدى وثمانين وخمسمائة . وانتهت إليه رياسة الحديث في زمانه - رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الشيخ الفقيه الإمام : أبو إسحاق إبراهيم ، بن يحيى بن أبي المجد ، الأسيوطي الشافعي .
وكانت وفاته بالقاهرة المعزية ، في عشية اليوم السابع من ذي القعدة ، من هذه السنة ، ودفن بسفح المقطم . ومولده في سنة سبعين وخمسمائة - تقريباً . وكان أحد المشايخ المشهورين بمعرفة مذهب الشافعي . وكان كثير الإيثار مع الإقتار ، والإفضال مع الإقلال ، كريم الأخلاق . رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة سبع وخمسين وستمائة
:
في هذه السنة - ثاني عشر جمادى الآخرة - جبى التسقيع بالقاهرة .
وفيها ، في شعبان - أمسك شخص يعرف بالكوراني ، فضرب ضربا شديداً ، وحبس على بدعٍ رؤيت منه وسمعت عنه . ثم جدد إسلامه وتاب ، على يد شيخ الإسلام : عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام ، وأطلق من الحبس . وكان مقامه بالجبل الأحمر .
ذكر القبض على الملك المنصور ، وعلى أخيه قاآن ، واعتقالهما
كان القبض على السلطان الملك المنصور ، بن السلطان الملك المعز ، في يوم الجمعة - السابع والعشرين من ذي القعدة - سنة سبع وخمسين وستمائة .
وسبب ذلك أنه تشاغل باللهو واللعب ، والمسابقة بالحمير الفره ، بين يديه ، وأمثال ذلك . وكانت أمه تدبر المملكة تدبير النساء . فأطمعت الأمير سيف الدين قطز المعزى نفسه بالملك . واتفق خروج خوشداشيته إلى الصيد ، فانتهز الفرصة ، وقبض على الملك المنصور ، وعلى أخيه قاآن ، وعلى والدته . واعتقلهما في برج السلسلة بثغر دمياط ، ثم سفر إلى القسطنطينية في الأيام الظاهرية الركنية . فكانت مدة سلطنته سنتين ، وثمانية أشهر ، ويومين .

الصفحة 299