كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 30 """"""
البنت إلى الملك الأوحد بعد ذلك ، وهي على دينها ، وبنى لها بيعة بقلعة خلاط . وأطلق الكرج القلاع التي كانت أخذت - وهي احدى وعشرون قلعة - ومائة ألف دينار . ووافق قول كل من المنجمين : جلس الكرجي على تخت الملك ، وبات بالقلعة ، وانتصر الأوحد .
وفيها جهز الملك العادل جمال الدين المصري رسولاً إلى الخليفة . فأدى ، وأعيد . وصحبه من الديوان العزيز ابن الضحاك وأقباش الناصري . فاجتمعوا بالسلطان الملك العادل على رأس العين .
ذكر حصار الملك العادل سنجار ورجوعه عنها وأخذ نصيبين والخابور
وفي سنة ست وستمائة ، سار الملك العادل إلى سنجار - وصاحبها ، يوم ذاك ، قطب الدين بن عماد الدين زنكي . فلما خيم بظاهرها ، أخرج صاحبها نساءه وخدمه ، يسألن العادل إبقاء المدينة عليه . فلما حصلن عنده ، أمر باعتقالهن . وأرسل إلى قطب الدين ، يقول : انه لا يطلقهن إلا بعد تسليم البلد . فاضطر إلى موافقته . وتقررت الحال بينهما : أن يعوض قطب الدين الرقة وسروج وضياع في بلاد حران .
فأطلق العادل النسوة ، وأرسل أعلامه إلى البلد ، فلما دخلن البلد ، ودخلت الأعلام العادلية ، أمر قطب الدين بغلق الأبواب وتكسير الأعلام . وأرسل إلى العادل ،