كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 300 """"""
ذكر أخبار السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز المعزى وهو الثالث من ملوك دولة الترك بالديار المصرية
ملك الديار المصرية في يوم السبت ، لليلتين بقيتا من ذي القعدة ، سنة سبع وخمسين وستمائة - بعد أن قبض على الملك المنصور ، بن مولاه الملك المعز .
قال : ولما ملك ، حضر خوشداشيته من الصيد ، وتنكروا له ، وامتعضوا من ملكه . فقبض عليهم واعتقلهم ، وأعجلهم عن التدبير . وهم : الأمير علم الدين سنجر الغتمي ، والأمير شرف الدين قيزان المعزى ، وعز الدين أيبك النجيبي الصغير ، وشمس الدين قرا سنقر المعزى . واعتقل أيضاً شمس الدين الدود : خال الملك المنصور بن المعز ، والطواشي حسام الدين بلال المغيثي اللالا .
واستحلف الأمراء والعساكر ، وأظهر الحزم . واستوزر الصاحب زين الدين بن الزبير . وعزل الأمير حسام الدين بن باذ عن وظيفة شاد الدواوين . وولي الأمير نور الدين بن السديد . واستمر بالأمير فارس الدين أقطاي المستعرب على الأتابكة ، وفوض إليه أمر العساكر .
واحتفل بأمر الجند ، واستعد للجهاد . وأرسل إلى الملك الناصر صاحب الشام ، وطلب منه الاتفاق واجتماع الكلمة . والمظافرة على العدو ، وأن يكونا يدا واحدة على حرب التتار . فحلف له على ذلك . ثم كان من أمر الملك الناصر ، واضطراب أمره ، وزوال ملكه ، واستيلاء التتار على حلب ودمشق وغيرها - ما قدمناه .
وملك التتار الشام بأسره . وجرد هولاكو كتبغا نوين في جيش كثيف ، اختاره

الصفحة 300