كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 301 """"""
من المغل ، وبعثه إلى الشام . وكان من أمره ، وأمر جيوش الشام ، وتحللهم بلاد الشام ، ووصولهم إلى نابلس ، وقتل من قدمنا ذكره بها - ما شرحنا ذلك في أخبار الملك الناصر . فلا فائدة في إعادته .
وفي سنة سبع وخمسين وستمائة
.
توفي الأمير منيف بن شيحة ، صاحب المدينة النبوية . وقام بعده بالمدينة أخوه : جماز بن شيحه .
وفيها ، توفي الشيخ الفاضل الصدر الكبير فتح الدين أبو العباس : أحمد بن الشيخ جمال الدين أبي عمرو عثمان ، بن أبي الحوافر - رئيس الأطباء بالديار المصرية .
وكانت وفاته في ليلة الخميس ، رابع عشر رمضان ، ودفن بالقرافة . وولي رياسة الأطباء بعده ابن أخيه : الصدر شهاب الدين أحمد ، بن محيي الدين رشيد بن جمال الدين عثمان ، بن أبي الحوافر .
واستهلت سنة ثمان وخمسين وستمائة ذكر وصول البحرية والشهرزورية إلى خدمة السلطان الملك المظفر
في هذه السنة ، فارق الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري - ومن معه من الأمراء البحرية - السلطان الملك الناصر صاحب الشام ، لما رأوه من ضعف رأيه ، وتخاذله عن ملاقاة عدوه . وتوجهوا إلى غزة . واجتمعوا هم والأمراء الشهرزورية .
وأرسل الأمير ركن الدين بيبرس - المذكور - الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري إلى السلطان الملك المظفر ، يستأذنه في الحضور إلى خدمته - هو ومن معه - ويلتمس إيمانه لهم . فأجاب الملك المظفر إلى ما طلب . فتوجه من غزة بمن معه . وكان وصولهم إلى القاهرة في يوم السبت ، الثاني والشعرين من شهر ربيع الأول .
فركب الملك المظفر للقائهم ، وأنزل الأمير ركن الدين بدار الوزارة . وأقطعة قصبة قليوب ، لخاصه . فأشار الأمير ركن الدين عليه بحرب التتار . وقوي عزائمه على ذلك .