كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 304 """"""
السلطان ، فضرب عنقه وفعل ذلك به ، مؤاخذةً له على جوابه ، الذي ذكره لرسول السلطان .
ذكر مسير السلطان الملك المظفر إلى دمشق ووصوله إليها ، وملكه الممالك الشامية ، وما قرره من ترتيب الملوك والنواب ، وغير ذلك مما اتفق بدمشق
قال المؤرخ : ولما تم النصر ، تقدم السلطان الملك المظفر ، طالباً جهة دمشق . واتصل الخبر بالزين الحافظي ونواب التتار بدمشق ، ومن كان قد وصل - صحبة الملك العزيز فخر الدين عثمان بن الملك المغيث ، صاحب الكرك - من جهة هولاكو من توريز ، ليكون شحنةً بالكرك ، وكانوا بدمشق . فخرجوا هاربين إلى هولاكو .
وكان النصارى بدمشق ، في أيام التتار ، قد استطالوا على المسلمين ، ومدوا أيديهم ، وبسطوا ألسنتهم فيهم . فلما اتصل خبر النصر بالمسلمين ، ثار جماعةٌ من العوام ، وحرقوا كنيسة مريم ، وخربوا بعضها . فأقاموا كذلك من يوم الجمعة إلى يوم الثلاثاء . إلى أن وصل الأمير جمال الدين أقش المحمدي ، بكتاب السلطان الملك المظفر ، ودخل دمشق . ونزل دار السعادة ، وسكن الناس وطمنهم .
ثم وصل السلطان في يوم الأربعاء ، سلخ شهر رمضان . ونزل على الجسورة ، وخيم بها . وعيد عيد الفطر ، ثم دخل إلى دمشق ، في ثاني شوال ، وملك البلاد . ورتب النواب في المماليك الشامية : ففوض نيابة دمشق إلى الأمير - علم الدين سنجر الحلبي - الصالحي . وجعل معه الأمير فخر الدين : أبا الهيجا بن خشترين . وأقر الملك الأشرف مظفر الدين موسى على مملكته ، بحمص والرحبة وتدمر . وبعث الملك المظفر بن الملك الرحيم - بدر الدين لؤلؤ - إلى حلب نائباً بها ، ونعته بالملك السعيد - لمشاركة النعت . وأقر الملك المنصور بن الملك المظفر على مملكته بحماه . وأقطع البلاد الشامية والحلبية . وأصلح ما اضطرب من الأمور . وعاد لقصد الديار المصرية ، فقتل - قبل وصوله إليها .