كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 305 """"""
ذكر مقتل السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز ، ونبذة من أخباره
كان مقتله - رحمه الله تعالى - في يوم السبت ، الخامس عشر من ذي القعدة ، سنة ثمان وخمسين وستمائة - وقيل في سابع عشر الشهر .
وذلك أنه لما قرر أمور الشام ، ورتب الملوك والنواب والممالك ، عاد من دمشق لقصد الديار المصرية ، في سادس عشر شوال . فلما وصل إلى منزلة القصير من منازل الرمل ، ركب إلى الصيد . وكان الأمير بدر الدين أنص الأصفهاني ، وجماعة معه ، تظافروا هم والأمير ركن الدين بيبرس البندقداري ، على اغتياله . فقصدوه - وهو في الصيد - وقتلوه غيلةً وحكى في كيفية قتله : أنه كان قد تغير خاطره على الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري . فلما تقدم الأمراء إليه ، سأله الأمير بدر الدين أنص الرضا عن الأمير ركن الدين . فقال : قد رضيت عنه . فترجل الأمير ركن الدين ليقبل يده . فلما تناولها قبض عليها ، وجذبه عن سرجه ، وبدره أولئك الأمراء بالضرب ، فقتلوه - رحمه الله تعالى .
ويقال : إن الأمراء الذين اتفقوا على قتله هم : الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي ، والأمير سيف الدين بهادر المعزى - خوشداشه - والأمير بدر الدين بكتوت الجوكان دار المعزى ، والأمير سيف الدين بيغان الركني ، والأمير سيف الدين بلبان الهاروني ، ومن ذكرنا .
وكان الملك الظاهر يدعى أنه هو الذي قتله بيده . وقال جماعة : إنه لم يباشر قتله ، وإنما كان يدعى ذلك ، افتخاراً . وقد نقل أن الملك الظاهر لما قبض على يده ، ضربه الأمير بدر الدين بكتوت الجوكان دار على عاتقه بالسيف ، فأبانه . وألقاه الأمير بدر الدين أنص عن فرسه . ثم رماه الأمير سيف الدين بهادر المعزى بسهم ، أتى على روحه -

الصفحة 305