كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
خطيب الري ، الفقيه الشافعي ، صاحب التصانيف المشهورة . وكانت وفاته بهراه في يوم الاثنين - وهو يوم عيد الفطر - سنة ست وستمائة . ومولده في خامس عشر شهر رمضان ، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة .
وفيها كانت وفاة القاضي الأسعد : أبي المكارم أسعد بن الخطير أبي سعيد ، مهذب بن مينا بن زكريا بن أبي قدامة ، بن أبي مليح مماتي ، المصري الكاتب الشاعر .
كان يتولى نظر الدواوين بالديار المصرية . وكان نصرانياً فأسلم في ابتداء الدولة الناصرية الصلاحية ، هو وجماعته . وله مصنفات عديدة : نظم سيرة الملك الناصر صلاح الدين ، ونظم كتاب كليلة ودمنة . وله ديوان شعر . وباشر ديوان الجيش الصلاحي ، ثم ولى نظر الدواوين . وخاف الصاحب صفي الدين بن شكر فهرب إلى حلب ، والتحق بالملك الظاهر صاحبها .
وكانت وفاته بحلب في سلخ جمادى الأولى سنة ست وستمائة ، وعمره اثنتان وستون سنة . ودفن بالمقبرة المعروفة بالمقام ، على جانب الطريق بالقرب من مشهد الشيخ الهروي . ومماتي لقب أبي المليح جده الأعلى . وسبب تلقيبه بهذا اللقب أنه وقع بمصر غلاء عظيم ، وكان كثير الصدقة والإطعام ، خصوصاً لأطفال المسلمين ، وكان الأطفال إذا رأوه نادوه : مماتي ، فغلب عليه . حكى ذلك ابن خلكان عن الحافظ زكي الدين عبد العظيم - رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة سبع وستمائة
: في هذه السنة - في يوم الاثنين الثاني والعشرين من شعبان - قدم الملك العادل إلى القاهرة ، وصحبته الصاحب صفي الدين عبد الله بن شكر . ثم توجه إلى الطور لعمارته .