كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 33 """"""
وفي هذه السنة ، في سابع شوال ، حصل الشروع في عمارة مصلى ظاهر دمشق ، وهي المجاورة لمسجد النارنج ، فعمرت لصلاة العيدين ، ثم عمل بالمصلى رواقات في سنة ثلاث عشرة وستمائة ، وعملت حيطانه ورتب فيه خطيب لإقامة صلاة الجمعة في سابع عشر من شهر رمضان . وفيها ، في حادي عشر من شهر شوال جددت أبواب جامع دمشق من جهة باب البريد ، وعملت بالنحاس الأصفر وركبت . وفي سادس عشر من شوال حصل الشروع في إصلاح الفوارة بجيرون . وعمل الشاذروان والبركة .
بساحتها ، واتخذ فيها مسجد بإمام راتب . وأول من رتب فيه - بأمر الصاحب صفي الدين بن شكر - الشيخ نفيس الدين المصري ، كان يلقب بوق الجامع لقوة صوته ، وكان حسن الصوت .
وفيها في سابع عشر من ذي القعدة ، وصلت مراكب الفرنج إلى ثغر دمياط ، على غرةٍ من أهله . فنهبوا أطراف الثغر ، وأسروا جماعة من المسلمين .
واستهلت سنة ثمان وستمائة
: والسلطان الملك العادل ، وابنه الملك المعظم ، نازلان بالمخيم على الطور ، ومعهما العساكر ، لعمارة حصنه . وهما مجتهدان في إدارته حوشاً .
ذكر بناء القبة على ضريح الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - وعمارة السوق
كان ابتداء عمارة هذه القبة في سنة ثمان وستمائة وكانت أرض هذا المكان مقبرة عتيقة . فاتفق أن الملك الناصر صلاح الدين يوسف أنشأ المدرسة المجاورة للضريح . فلما كان في هذه السنة ، في خامس عشر من صفر ، توفيت والدة الملك الكامل ، وكان الملك الكامل ، قبل وفاتها بأيام ، ركب وطوف القرافة على مكان يبنيه عليها ، ويجعل فيه سوقاً . فوقع الاختيار على دفنها بالضريح . فلما توفيت ، دفنها وعمر عليها هذه القبة الموجودة الآن . وغرم عليها أموالاً جليلة المقدار ، أجرى إليها الماء الحلو من بركة