كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
الحبش وانتقل البناء من القرافة الكبرى إلى هذا الموضع . ثم تغالى الناس بعد ذلك في العمائر بالقرافة وزخرفوها ، حتى صارت على ما هي عليه الآن .
وفي هذه السنة ، كانت وفاة الأمير فخر الدين أبي المنصور ، أياز جهاركس ، الناصري الصلاحي ، بدمشق في صفر ، ودفن بقاسيون .
وكان الملك العادل قد أقطعه بانياس وتبنين والشقيف وهونين وتلك البلاد ، لأجل انحرافه عن الملك الأفضل ، ابن أخيه الملك الناصر . ولما مات جهاركس ، أقر السلطان ما كان بيده على ابنيه . وقام بالأمر والتدبير الأمير صارم الدين خطلبا التبنيني أحسن قيام ، وسد تلك الثغور . واشترى صارم الدين ضيعة بوادي بردى تسمى الكفر ، ووقفها على تربة جهاركس ، وعمر له قبة .
وفيها توفي الأمير صارم الدين برغش العادلي ، بدمشق ، في ثالث وعشرين صفر ، ودفن بقاسيون غربي بالجامع المظفري .
واستهلت سنة تسع وستمائة ذكر عزل الصاحب صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر وولاية الصاحب الأعز بن شكر
وفي يوم الاثنين ، لسبع مضين من شهر ربيع الأول ، سنة تسع وستمائة ، صرف الصاحب صفي الدين من الوزارة وألزم داره .
ونحن الآن نذكر في هذا الموضع سبب اتصاله بخدمة السلطان العادل ، وموجب انفصاله .

الصفحة 34