كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 37 """"""
ما جاء بك الآن ؟ فقال : هذا الصاحب يريد أن يوقع بين السلطان وأولاده ، وبين الإخوة . هذه كتبه للأعز ، وعداوته بسببها . فلما وقف العادل عليها ، عظم عليه سبه لابنه - وكان العادل يداري جميع أولاده ، خوفاً أن يقوم أحدهم عليه ، فتنخرق حرمته - فقال نعزله ، ولا يسلم إليه الأعز . ويكتب الأعز وحده . فخرج الكامل لوقته ، واستدعى الأعز فخر الدين أبا الفوارس مقدام ، بن القاضي جمال الدين أحمد بن شكر . وأمر أمير جانداره بجمع الدواوين وتسليمهم للأعز . فسلمهم إليه . وجلس الصاحب الأعز ، وتحدث في الوزارة لوقته . وقام الصاحب صفي الدين من مجلس الوزارة ولازم داره . ثم كان من خبر مصادرته ، وإخراجه من الديار المصرية ما نذكره - إن شاء الله تعالى .
ذكر حادثة الأمير عز الدين أسامة واعتقاله والاستيلاء على قلاعه
كان الأمير عز الدين أسامة الجبلي من أكابر الأمراء ، وصهر الملك العادل . وهو الذي بني الجسر الذي على نهر الأردن ، المعروف بجسر أسامة . وقيل أنه هو الذي بني قلعة عجلون . وكانت داره بدمشق ، التي هي الآن المدرسة البادرائية بدمشق .