كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 39 """"""
من هذه السنة . وحاصر كوكب أشد حصار ، واستولى عليها . وأخذ منها أموالا عظيمة وهدمها وعفى أثرها . وذلك في العشر الأوسط من ذي القعدة
ذكر وفاة الملك الأوحد صاحب خلاط واستيلاء أخيه الملك الأشرف عليها
وفي هذه السنة ، كانت وفاة الملك الأوحد نجم الدين أيوب ، بن السلطان الملك العادل ، وهو صاحب خلاط . وكانت وفاته بملازكرد في ثامن شهر ربيع الأول ، ودفن بها .
وكان قد استزار أخاه الملك الأشرف من حران ، فأقام عنده أياماً . واشتد مرضه ، فقصد الأشرف الرجوع إلى حران لئلا يتخيل منه الأوحد . فقال له الأوحد : يا أخي كم تلح ؟ والله ، إني ميت ، وأنت تأخذ البلاد ثم مات . فدفنه الملك الأشرف . وجاء إلى خلاط ، واستولى عليها ، وعلى ما بها من الأموال .
فتوجه الملك العادل إليه ، وقد غضب لكونه فعل بغير أمره . فلما وصل إليها ، اعتذر الملك الأشرف أنه إنما فعل ذلك خوفاً أن يسبقه غيره من ملوك الأطراف إليها ، فقبل عذره ، واستمر به فيها . وأنعم السلطان على ولده الملك المظفر شهاب الدين غازي بميافارقين وأعمالها .
واستهلت سنة عشر وستمائة ذكر قيام أهل مصر على الملك الكامل ورجمه
وفي جمادى الأولى سنة عشر وستمائة ، شغب العوام بمصر على الملك الكامل ورجموه ، وسبب ذلك أن أبا شاكر النصراني الطبيب كان الملك الكامل يميل إليه ، وكان