كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
القضاء - وكان الأفضل قد عزله واستقضى زين الدين علي بن يوسف .
واستدعى الملك العادل ابنه الملك الكامل من حران إلى الديار المصرية ، ليستنيبه بها . فسلم تلك الولاية لأخيه الملك الفائز ، ووصل إلى دمشق ، في سادس عشر شعبان من السنة - ومعه شمس الدين ، المعروف بقاضي دارا ، وهو وزيره . وخرج من دمشق في الثالث والعشرين من الشهر ، ووصل إلى القاهرة لثمان بقين من شهر رمضان . فالتقاه والده وأنزله بالقصر . ثم ركب إليه بعد يومين ، واستصحبه معه إلى الدار - وكان قد زوجه بابنة عمه الملك الناصر ، فدخل بها .
قال : وركب الملك العادل - في يوم الاثنين - بالصنجق السلطاني . وأمر الخطباء بالخطبة له ولولده : الملك الكامل بولاية العهد من بعده - بعد الخليفة - فخطب لهما في الحادي والعشرين من شوال ، سنة ست وتسعين وخمسمائة . وانقطعت خطبة المنصور بن الملك العزيز ، وأولاد الملك الناصر صلاح الدين يوسف ، فلم تعد إلى الآن . وانتقل ملك الديار المصرية إلى البيت العادلي ، فكان فيهم إلى أن انقرضت الدولة الأيوبية .
قال المؤرخ : ولم يقطع الملك العادل خطبة الملك المنصور إلا بعد أن أحضر الفقهاء والقضاة ، واستفتاهم : هل تجوز ولاية الصغير والنيابة عنه ؟ فقالوا : إن الولاية غير

الصفحة 4