كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
- وكان سليمان قد تحصن بها - ففتح الحصن في ثالث صفر ، ودخله العسكر المسعودي ، ومسك سليمان واعتقل . ثم جهزه إلى الديار المصرية هو زوجته .
وكانت صنعاء في يد عبد الله بن حمزة - المدعي الخلافة - فجرد الملك المسعود إليه عسكراً ، فوصل العسكر إلى صنعاء في مستهل جمادى الأولى . فهرب عبد الله لما سمع بقرب العسكر ، وجعل لا يخرج من مدينة إلا بعد تخريب أسوارها ، وتعفية ما يستطيع من أثرها ، وهدم منار المساجد ، ولحق بالجبال وتعلق بها . وملك الملك المسعود البلاد . وكان جباراً فاتكاً ، فيقال إنه قتل باليمن ثمانمائة شريف ، وخلقاً كثيراً من الأكابر .
وفيها استولى الملك المعظم - شرف الدين عيسى - على قلعة صرخد ، وأخذها من ابن قراجا ، وعوضه عنها مالاً وإقطاعاً ، وأعطاها لمملوكه ، أستاذ داره عز الدين أيبك المعظمى . فبقيت في يده إلى أن أخرجه منها الملك الصالح نجم الدين أيوب ، في سنة أربع وأربعين وستمائة .
وفيها أحدثت المعاملة بالقراطيس السود العادلية بدمشق ، كما يتعامل الناس بالورق بالديار المصرية . فبقيت زماناً ، ثم بطل ضربها وتناقصت من أيدي الناس ، إلى أن توفي الملك العادل .
وفيها توجه الملك المعظم شرف الدين عيسى ، بن الملك العادل ، من دمشق إلى الحجاز . وجدد في الطريق البرك والمصانع والمناهل ، وأحسن إلى الناس ، وتصدق ، وحج قارناً - وكان حنفي المذهب - وعاد إلى الشام . وفيها اهتم السلطان - الملك العادل - بعمل الميدان الذي بسوق الخيل ، بظاهر القاهرة ، والفساقى المجاورة لها .
وفيها ، في ثالث شهر ربيع الأول ، فوض تدريس الحنفية ، بالمدرسة النورية

الصفحة 42