كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 43 """"""
بدمشق ، للشيخ جمال الدين محمد بن الحصيري العجمي . وحضر الملك المعظم درسه مع الفقهاء .
واستهلت سنة ثنتي عشرة وستمائة
: في هذه السنة ، وصل الملك المعظم شرف الدين عيسى من الحجاز ، وصحبته الأمير السيد الشريف : سالم بن قاسم ، أمير المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام . وكان قد شكى من قتادة : أمير مكة ، فوعده بالمساعدة عليه . فلما وصل الآن معه ، اجتمع بالسلطان الملك العادل - وكان بخربة اللصوص - وقدم الشريف إلى السلطان ما أحضره - على سبيل الهدية - من تحف الحجاز ، وعشرين فرساً من خيل الحجاز ، فأكرمه السلطان . واستخدم معه جماعة من أمراء التركمان والرجال ، فتوجه بهم في ثالث عشر شعبان .
واتفقت وفاته قبل وصوله إلى المدينة ، فقام ولد أخيه الأمير جماز بن شيحه بالأمر بعد عمه ، واجتمع أهله على طاعته . فمضى من كان مع عمه لقصد قتادة أمير مكة . فجمع قتادة عسكره وأصحابه والتقوا بوادي الصفراء . وكان الظفر لجماز ومن معه ، واستولوا على عسكر قتاده ، قتلا ونهبا وأسرا . وانهزم قتادة إلى الينبع وتحصن بقلعته ، فتبعوه وحصروه .

الصفحة 43