كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 5 """"""
صحيحة ، ولا تصح النيابة - لا سيما في السلطنة - فإنه لاحق فيها للصغير . فأحضر الأمراء وخاطبهم في اليمين له ، فأجابوه إلى ذلك ، وحلفوا له . قال : وركب الملك الكامل في يوم السبت بالصنجق السلطاني - على عادة الملوك .
قال : ولما وصل الملك العادل ، كان الصاحب : صفي الدين عبد الله ابن علي بن شكر في صحبته ، فاستوزره . وكان - على ما حكى - قد استحلف الملك العادل بالبيت المقدس ، أنه متى حصل له ملك الديار المصرية يمكنه من المصريين ، فحلف له على ذلك . فلما ولى السلطنة استوزره ، ومكنه .
ذكر الغلاء الكائن بالديار المصرية في الدولة العادلية وهو الغلاء المشهور
قال المؤرخ : كان ابتداء هذا الغلاء من استقبال شوال - وقيل ذي القعدة - سنة ست وتسعين وخمسمائة ، إلى ذي القعدة سنة تسع وتسعين ، فكانت مدته ثلاث سنين وشهراً .
وذلك أن قرار النيل في سنة ست وتسعين كان مقداره ذراعان ، وبلغ غايته إلى اثني عشر ذراعاً وإحدى وعشرين إصبعاً . فصام الناس ثلاثة أيام ، قبل يوم التروية ، واستسقوا ثلاثة أيام ، آخرها يوم العيد . ثم أخذ الماء في النقص ، فاشتد الغلاء وامتد