كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
البلاء ، وهلك القوى ، فكيف الضعيف . قال العماد الأصفهاني : وبلغ سعر القمح عن كل إردب الكيل المصري خمسة دنانير . واستقر القاع في سنة سبع وتسعين على ذراعين ، وبلغ غايته خمسة عشر ذراعاً ونصف ذراع . فعدم الناس القوت ، وأكل بعضهم بعضاً ، وأكلوا أولادهم والميتة . وخرج خلقٌ كثير من الديار المصرية إلى الشام والسواحل .
وحكى ابن جلب راغبٍ في تاريخ مصر : أنه نودي على دجاجة ، تزويد فيها إلى أن بلغت ألف درهم ورقاً . وبيعت بطيخة بفرس . قال : وكانت الدجاجة تباع بالأوقية . وحكى - أيضاً - أن بعض الناس سمع صياح امرأة ، تفتر ثم تعاود الأنين والصراخ فتتبع الصوت ، حتى انتهى به إلى منزل وفيه امرأة سمينة ملقاة ، وشاب يقطع من لحم فخذها . فلما رأتهم قالت : لا تعارضوه فإنه ابني ، وأنا قلت له يقطع من لحمي ، ويأكل ويطعمني ، مما آلمنا من الجوع ؟ ولم يسمع بمثل هذا .
ذكر وفاة القاضي الفاضل وشيء من أخباره
هو القاضي الفاضل الأسعد محي الدين ، أبو علي عبد الرحيم ، بن القاضي الأشرف أبي الحسين علي بن الحسن ، بن الحسين بن أحمد ، بن الفرج بن أحمد ، اللخمي - الكاتب . كانت وفاته فجأة في ليلة الأربعاء ، السابع من شهر ربيع الآخر ، سنة ست وتسعين وخمسمائة . ومولده بعسقلان في خامس عشر جمادى الآخرة ، سنة تسع وعشرين وخمسمائة . وكان أبوه قاضي عسقلان ، وصاحب ديوانها . ونسبته إلى بيسان نسبة انتقال .

الصفحة 6