كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 8 """"""
إلينا ، لنستخدمه . فصار من كتاب الدرج ، في أواخر الدولة العبيدية .
وأما اتصاله بملوك الدولة الأيوبية فحكى عن الأثير بن بنان أنه قال : لما ولي أسد الدين شيركوه اختص به ابن الصقيل البلنسي . وكنت بالقصر أنا والفاضل ، فدخل علينا ابن الصقيل وقال : كنت البارحة عند السلطان ، وذكركما وتوعدكما بالقتل . ثم خرج من عندنا . فلم يكن بأسرع من أن طلبنا أسد الدين من العاضد ، فأرسلنا إليه .
قال الأثير : فلما دخلنا عليه وجدنا الأمراء عنده . فسلمت سلاماً سمعه من حضر ، فلم يرد علينا فقلت له : ولم لا ترد السلام ؟ فالتفت إلي ، وقال : لستما عندي من أهل السلام لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : السلام تحيةٌ لملتنا ، وأمانٌ لذمتنا . ولا تحية لكما عندي فوقفنا ، فقلت : لا قدرة لي على القيام ، فقال أجث ، فجثوت . ثم قلت ولم لا أتربع ؟ ففسح لي في ذلك . قلت : وصاحبي . قال : وصاحبك .
ثم التفت إليه دوني ، وقال له : تكتب للفرنج على لسان شاور ، وتقول في حقنا ما قلت ، وتحثهم على قتالنا والله لأقتلنك شر قتلة ، ولأسلن لسانك ، ولأقطعن يدك ورجلك ، من خلاف فقلت : أدام الله سلطان مولانا . هذا القاضي إذا عدم ، لا يوجد مثله في جميع البلاد . فالتفت إلي ، وقال : نجرب قولك . وقال له : أكتب كتابين : أحدهما للمولى نور الدين بن زنكي ، يقرأ على منبر دمشق يهنيه بالفتوح ، وكتاب يقرأ على منبر