كتاب رسالة في الرد على الرافضة (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

عَلَى النَّاسِ} 1، وقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} 2، وغير ذلك من الآيات والأحاديث الناصة على أفضلية الصحابة واستقامتهم على الدين؛ ومن اعتقد ما يخالف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر. ما أشنع مذهب قوم يعتقدون ارتداد من اختاره الله لصحبة رسوله ونصرة دينه!
مطلب دعواهم نقص القرآن
ومنها ما ذكروه في كتبهم الحديثية والكلامية أن عثمان رضي الله عنه نقص من القرآن، فإنه كان في سورة {ألم نشرح} بعد قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} 3 "وعليا صهرك" فأسقطها بحسد اشتراك الصهرية. قالوا: وكانت سورة الأحزاب مقدار سورة الأنعام، فأسقط عثمان منها ما كان في فضل ذوي القربى، 4 قيل: أظهروا في هذه الأزمنة سورتين يزعمون أنهما من القرآن الذي أخفاه عثمان، كل سورة مقدار جزء، وألحقوهما بآخر المصحف، سموا إحداهما سورة النورين وأخرى سورة الولاء 5 يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي حيث رضوا بذلك، فهي كالتي قبلها في المفاسد وتكذيب قوله تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ
__________
1 سورة البقرة آية: 143.
2 سورة آل عمران آية: 110.
3 سورة الشرح آية: 4.
4 فصل الخطاب: 180 , بصائر الدرجات , عن الحويزي: 5/603 , 605 , الخطوط العريضة: 12 , ومختصر التحفة الاثنى عشرية: 31.
5 فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب: 180 , تذكرة الأئمة: 318.

الصفحة 14