وإنما يتعجب منه في هذا لكونه حفظ موالاة الأحاديث على الخطأ من مرة واحدة.
قلت: وممن كان معروفا بمعرفة ذلك يحيى بن معين، قال العجلي1:
ما خلق الله أحدا كان أعرف بالحديث من يحيى أحد2 كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وقلبت فيقول: هذا كذا وهذا كذا كما قال. وممن امتحنه تلاميذه3 الحافظ الجليل أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي4.
فقرأت في كتاب الصلة لمسلمة بن قاسم الأندلسي5 قال6:
__________
1 هو الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي نزيل طرابلس الغرب، قال عباس الدوري: كنا نعده مثل أحمد ويحيى بن معين. مات سنة 261. تذكرة الحفاظ 2/56.
2 كذا في جميع النسخ وفي هامش (ر) "كذا في الأم" ويبدو أنه لا داعي لها.
3 في كل النسخ "تلامذه".
4 هو: الحافظ الكبير الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير، قال الحافظ أبو الحسن ابن سهل القطان: "أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ". تذكرة الحفاظ 3/833- 834، الأعلام للزركلي 7/210.
5 مسلمة بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم المالكي محدث، مؤرخ مشارك في بعض العلوم روى عن أبي جعفر الطحاوي وأحمد بن خالد من تصانيفه التاريخ الكبير. مات سنة 353. لسان الميزان 6/35، معجم المؤلفين 12/235.
6 هنا بياض في جميع النسخ وقد كتب في هامش (ر) و (ب) "بياض في الأم" ولعل الحافظ كتب أو أراد أن يكتب القصة الآتية: "قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله وكان كثير التصانيف، فكان من أتاه من المحدثين قال اقرأ من كتابك ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك وقلنا إما أن يكون من أحفظ الناس إما أن يكون من أكذب الناس، فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص، فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه، فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس". تذكرة الحفاظ 3/833- 834