كتاب النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر

"من مات يشرك بالله شيئا دخل النار".
وقلت أنا: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة".
فرواه أبو عوانة في صحيحه1 المستخرج على مسلم قال: حدثنا علي بن حرب2 ثنا وكيع وأبو معاوية3 عن الأعمش بهذا الإسناد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة"، وقلت أنا: "من مات يشرك بالله شيئا دخل/ (هـ175/أ) النار".
قال أبو عوانة: "لفظ أبي معاوية".
وهذا مقلوب، فإن الحديث في "صحيح البخاري"4 من طريق حفص بن غياث وأبي حمزة السكري5، وكذا رواه النسائي6 من طريق شعبة وابن خزيمة7 أيضا من حديث ابن نمير كلهم عن الأعمش، وأخرجه ابن خزيمة8 أيضا عن سلم بن جنادة9 وأبي موسى محمد بن المثنى كلاهما عن أبي معاوية كما ساق أبو عوانة. قال ابن خزيمة:
__________
1 1/17.
2 علي بن حرب بن عبد الرحمن الجنديسابوري - بضم الجيم وسكون النون وفتح المهملة بعدها تحتاني ساكنة - ثقة من الحادية عشرة/تمييز. تقريب 2/33.
3 هو محمد بن خازم - بمعجمتين - أبو معاوية الضرير، الكوفي عمي وهو صغير، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره من كبار التاسعة، مات سنة 195/ع. تقريب 2/157، الكاشف 3/37.
4 32- كتاب الجنائز حديث 1238، 65- التفسير حديث 4497 والسكري في إسناد الأخير.
5 هو: محمد بن ميمون المروزي، ثقة فاضل من السابعة، مات سنة 167/ع. تقريب 2/212.
6 في الكبرى: انظر تحفة الأشراف 7/41.
7 التوحيد ص360 وفيه قلب ابن نمير المتن على ما رواه أبو معاوية، ويظهر من السياق أنه خطأ وأن القلب حصل من أبي معاوية.
8 التوحيد ص359.
9 في جميع النسخ "مسلم بن جنادة" والصواب ما أثبتناه وهو: سلم بن جنادة بن سلم السوائي - بضم المهملة - أبو السائب، الكوفي ثقة ربما خالف من العاشرة، مات سنة 254/ت ق. تقريب 1/313.

الصفحة 884