كتاب تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام سَيكون بعدِي أُمَرَاء فَمن دخل عَلَيْهِم فَصَدَّقَهُمْ فِي كذبهمْ وَأَعَانَهُمْ على ظلمهم فَلَيْسَ مني وَلست مِنْهُ وَلَيْسَ بوارد على الْحَوْض وَمن لم يدْخل عَلَيْهِم وَلم يُعِنْهُمْ على ظلمهم وَلم يُصدقهُمْ على كذبهمْ فَهُوَ مني وَأَنا مِنْهُ وَهُوَ وَارِد على الْحَوْض
فَهَذِهِ الْأَحَادِيث تدلك على أَنه يجب على الْمَرْء كَرَاهَة مَا أَحْدَثُوا من بِدعَة وَترك موافقهم على مُخَالفَة السّنة والإمتناع عَن طاعتهم فِي الْمعْصِيَة مَعَ الإنكفاء عَن الْخُرُوج عَلَيْهِم وملازمة جَمَاعَتهمْ فِي الطَّاعَة وامتثال أوامرهم فِي الْمُبَاح والإنقياد لأحكامهم فِي الْمَعْرُوف فيستديم بذلك سَلامَة دينه وَصَلَاح دُنْيَاهُ وحقن دَمه وَحفظ مَاله وحياته وَعرضه
وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء من عصى السُّلْطَان فقد أطَاع الشَّيْطَان وَقَالَ بعض الْكتاب من نابذ السُّلْطَان كَانَ فِي الأشقين مَكْتُوبًا والندم

الصفحة 117