كتاب تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

وَقيل مثل أَصْحَاب السُّلْطَان كقوم رقوا جبلا ثمَّ وَقَعُوا مِنْهُ فَكَانَ أبعدهم فِي المرقى أقربهم إِلَى التّلف
وَقيل مثل السُّلْطَان مثل الْحَبل الصعب الَّذِي فِيهِ كل ثَمَرَة طيبَة وكل سبع حطوم فالإرتقاء إِلَيْهِ شَدِيد وَالْمقَام فِيهِ أَشد وَقَالَ ابْن المعتز من صحب السُّلْطَان فيصبر على قسوته كَمَا يصبر الغواص على ملوحة بحره وَقَالَ أَيْضا لَا تَلْتَبِس بالسلطان فِي حَال اضْطِرَاب الْأُمُور عَلَيْهِ فَإِن الْبَحْر لَا يكَاد يسلم رَاكِبه فِي حَال سكونه فَكيف عِنْد اخْتِلَاف رياحه واضطراب أمواجه ق 14 وَقَالَ أَيْضا إِن كَانَ الْبَحْر كثير المَاء فَإِنَّهُ بعيد المهوى وَقَالَ أَبُو الْفَتْح البستي شعرًا
(صَاحب السُّلْطَان لَا بُد لَهُ ... من هموم تعتريه وغمم)
(كَالَّذي يركب بحرا سيرى ... قحم الْأَهْوَال من غير قحم)

الصفحة 159