كتاب إيضاح المقالة فيما ورد بالإمالة لابن عبد الهادي

موضع سابع:
* أخبرنا الجماعة أخبرنا ابن الزعبوب، أخبرنا الحجار، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا السجزي، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا أبو عمران السمرقندي، أخبرنا الدارمي، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان لا يلي البراز حتى يتغيب فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم، فقال: ((يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثم انطلق بنا))، فانطلقنا حتى لا نرى، فإذا شجرتين بينهما أربع أذرع، فقال: ((يا جابر انطلق إلى هذه الشجرة فقل: يقال لك إلحقي بصاحبتك حتى يجلس خلفكما))، فرجعت إليها، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما.
فركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فعرضت له امرأة معها صبي لها، فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرار، قال: فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال: ((إخسأ عدو الله أنا رسول الله)) ثلاثاً، ثم دفعه إليها.
فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما، فقال: يا رسول الله اقبل مني هديتي فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد. فقال: ((خذوا منها واحداً وردوا عليها الآخر)).
قال: ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر ساجداً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم

الصفحة 44