كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 2)
لعلي: «إذا أتَتْكَ فلا تُحدِثْ شيئاً، حتَّى آتيكَ».
فجاءت مع أمِّ أيمن، حتى قَعَدتْ في جانب البيت، وأنا في جانب، وجاءَ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ها هنا أخي»؟ قالت أم أيمن: أخوكَ وقد زوَّجْتَه ابنتَك؟
قال: «نعم».
ودخل رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - البيتَ فقال لفاطمة: «ائتيني بماء»، فقامت إلى قَعْب (¬١) في البيت، فأتت فيه بماء، فأخذه - صلى الله عليه وسلم - ومجَّ فيه، ثم قال لها: «تقدَّمِي»، فتقدَّمَت، فنضح بين ثدييها، وعلى رأسها، وقال: ... «اللَّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم»، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لها: «أدبري»، فأدبرت، فصَبَّ بين كتفيها، وقال: «اللَّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم».
ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «ائيتوني بماء»، قال عليٌّ: فعلمتُ الذي يريد، فقُمتُ، فملأت القَعْبَ ماءً، وأتيتُه به، فأخذه ومَجَّ فيه، ثم قال لي: «تقدَّم» فصَبَّ على رأسي، وبين ثديي، ثم قال: «اللَّهم إني أعيذه بكَ وذريَّتَه من الشيطان الرجيم»، ثم قال: «أدْبِر»، فأدبَرتُ، فصَبَّهُ بين كتِفَيَّ، وقال: «اللَّهم
---------------
(¬١) القَعْب: إناء قَدْر رِيِّ الرَّجُل، وقد يروي الاثنين والثلاثة. ويُطلق على القدح الضخم الجافي. «تهذيب اللغة» (١/ ١٨٦)، «القاموس» (ص ١٢٦).