كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 3)

- صلى الله عليه وسلم - سُتْرَة، وتخَلَّفَتْ أسْمَاءُ بنْتُ عُمَيْسٍ، فقال لهَا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَى رِسْلِكِ، مَنْ أنْتِ»؟ قالت: أَنَا الَّذِي حَرَسَ ابنَتَكَ، فَإِنَّ الفتَاةَ لَيْلَةَ يُبْنَى بِهَا لابُدَّ لهَا مِن امْرَأةٍ تَكُونُ قَرِيبَاً مِنْهَا؛ إنْ عَرَضَتْ لهَا حَاجَةٌ، وإنْ أرَادَتْ شَيئاً أَفضَتْ بِذلَكَ إليْهَا.
قال: «فَإنِّي أسْألُ إلَهِيَ أنْ يَحْرُسَكِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكِ، ومِن خَلفِكِ، وعَن يمِينِكِ، وعن شِمَالِكِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيْمِ».
ثُمَّ صَرَخَ بفَاطِمَةَ (¬١) فَأَقْبَلَتْ، فلَمَّا رَأَتْ عَلِيَّاً جَالِسَاً إلَى جَنْبِ النَّبِيِ - صلى الله عليه وسلم - خَفَرَتْ وَبَكَتْ (¬٢)، فَأَشْفَقَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَكُوْنَ بُكَاؤُهَا؛ لأَنَّ عَلِيَّاً لَا مَالَ لَهُ، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا يُبْكِيْكِ؟ ! فَمَا ألَوْتُكِ فِي نَفْسِي، وَقَدْ طَلَبْتُ لَكِ خَيْرَ أهْلي، والذِي نفْسِي بيْدِهِ لقَدْ زَوَّجْتُكِ (¬٣) سعِيْدَاً فِي الدُّنْيَا، وإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحين». فلازمها فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «ائِتِيْنِي بِالمِخْضَبِ فأَمْلَئِيهِ مَاءً».
---------------
(¬١) عند الآجري: وهي في بعض بيوته.
(¬٢) عند الآجري: (وَأَخَذَ بِيَدِهَا وَيَدِ عَلِيٍّ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ كَفَّهَا فِي كَفِّهِ , حَصِرَتْ وَدَمِعَتْ عَيْنَاهَا).
(¬٣) في مطبوعة «المصنف»: زوجتكه. وهو تصحيف.

الصفحة 164