كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 3)

[٥] قال الإمام البخاري - رحمه الله -: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد اللهِ، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: أخبرني علي بن الحسين، أن حسين بن علي - عليهما السلام - أخبره أنَّ علياً - رضي الله عنه - قال:

(كانت لي شَارفٌ من نصيبي من المَغْنَم يوم بدر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارِفاً من الخُمُس، فلمَّا أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، واعَدْتُ رجُلاً صوَّاغَاً من بني قَينُقَاع أنْ يرتَحِلَ معي، فنَأتي بإذْخِرٍ أردْتُ أنْ أبيْعَهُ الصَّواغِين، وأستعِينُ به في وَلِيمةِ عُرْسِي.
فبينا أنا أجمعُ لِشَارفَيَّ متَاعَاً مِن الأقْتَابِ، والغَرَائِرِ، والحِبَالِ، وشَارِفَايَ مُناختَان إلى جَنبِ حُجْرَة رجُلٍ من الأنصَار، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعتُ ما جَمعتُ، فإذا شَارِفَايَ قدْ اجتُبَّ أسنِمَتُهُمَا، وبُقِرَتْ خواصِرُهُمَا، وأُخِذَ من أكبادِهِمَا، فَلَمْ أملِكْ عَيْنَيَّ حينَ رأيْتُ ذلكَ المنْظَر مِنْهُمَا، (¬١) فقلتُ: منْ فَعَلَ هذا؟ ! فَقالوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بنُ ... عبدِ المطَّلِب، وهُوَ فِي هَذا البيْتِ في شَرْبٍ مِن الأنْصَارِ.
فانطلَقْتُ حتَّى أدْخُلَ على النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وعِندَهُ زَيدُ بنُ
---------------
(¬١) في رواية في «الصحيح»: «أفظعني»، قال ابن حجر في «الفتح» (٦/ ٢٠٠): (أي: نزل بي أمر مفظع أي مخيف مهول، وذلك لتصوره تأخر الابتناء بزوجته بسبب فوات ما يستعان به عليه، أو لخشية أن يُنسب في حقها إلى تقصير لا لمجرد فوات الناقتين).

الصفحة 203