كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 3)

قال: فخرجت إلى محافل الأنصار، فجئت إلى محمد بن مسلمة في جَرِينٍ له (¬١)، قد فرغ من طعامه، فقلت له: بعني بهذا المَصَرِّ طعاماً، فأعطاني، حتى إذا جعلت طعامي، قال: من أنت؟ قلت: علي بن أبي طالب.
فقال: ابن عم رسول اللَّه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؟ فقلت: نعم.
قال: وما تصنع بهذا الطعام؟ قلت: أُعرِّسُ.
فقال: وبمن؟ فقلت: بابنة رسول اللَّه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
قال: فهذا الطعام، وهذا المَصَرُّ الذهب، فخُذْهُ، فهما لك.
فأخذته ورجعت، فجمعت أهلي إلي، وكان بيت فاطمة لحارثة بن النعمان (¬٢)، فسألت فاطمة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، أن يُحوِّلَه.
فقال لها: «لقد استحييتُ من حارثة مما يتحوَّل لنا عن بيوته».
---------------
(¬١) قال الأزهري: (مكان مستو يجفف عليه التمر). وقال أبو عبيد: (المِربد هو الذي يُجعل فيه التمر عند الجذاذ قبل أن يدخل إلى المدينة، ويصير في الأوعية ... المربد الذي يسميه أهل المدينة: الجرين، وأهل الشام: الأندر، وأهل العراق: البيدر، وأهل البصرة: الجوخان). قال ابن الأثير: (هو موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة، ويجمع على جُرُن بضمتين).
ينظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد (٣/ ٩٦)، «تهذيب اللغة» (٤/ ١٦٤)، «النهاية» ... (١/ ٢٦٣).
(¬٢) سبقت ترجمته في الدراسة الموضوعية للمبحث السابق.

الصفحة 210