كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 3)

وسبق أيضاً بيان أنه لايصح حديث أن اللَّه تعالى أمرَ نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بتزويج فاطمة علياً - رضي الله عنهما -.
وفي كتاب «إتحاف السائل»: (وظاهرُ حديثِ حُجْر الأول أن المصطفى لما خطبها الشيخان ابتدأ علياً فزوَّجه إياها بغير طلب.
وظاهر الباقي أنه لما خطباها علِمَ عليٌّ فجاء فخطبها، فأجابه، ويدل عليه كثير من الأخبار المارة.
والظاهر أن الواقعة تعددت، فخطباها فلم يجب، ولم يرد، فجاء عليٌّ فوعده وسكت، فلم يعلما بوعده، فأعاد الخطبة، فابتدأ وزوجها من عليٍّ؛ لسبق إجابته له). (¬١)
قلتُ: محاولة الجمع، واحتمال تعدد الواقعة بناءً على صحة المرويات عنده، وقد تبيَّن أنه لايصح إلا حديث بُريدة - رضي الله عنه -، وأنه ردَّ الشيخين، لصغر سِنِّ فاطمة نسبةً إليهما.
---------------
(¬١) «إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» المنسوب للمُنَاوي (ص ٣٤).

الصفحة 29