كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 3)

وفي مسألة خطبة فاطمة ونكاحها
قال ابن حبان - رحمه الله -: (وقد روي في تزويجها أخبارٌ فيها طُول، تؤدِّي إلى مَسلكِ القُصَّاص؛ فتنكَّبْتُ عن ذكرها، لعلمي بعدم صحتها من جهة النقل). (¬١)
وقال ابن كثير - رحمه الله -: (وقد ورد في هذا الفصل أحاديثُ كثيرةٌ منكرةٌ ومَوضُوعَةٌ، أضرَبنا عنها؛ لئلا يطول الكتاب بها، وقد أورد منها الحافظ ابنُ عساكر طرفاً جيداً في «تاريخه» مع ضعفها، ووضْعِها). (¬٢)
وقال في موضع آخر: (وقد وردت أحاديث موضوعة في تزويج علي بفاطمة، لم نذكرها؛ رغبة عنها). (¬٣)
ولما أورد ابن ناصر الدين الدمشقي - رحمه الله - في الأحاديث الواردة في تزويج فاطمة - رضي الله عنها -، قال: (وقد رُويت قصة عرس فاطمة - عليها السلام - من طُرُق أُخَر، ومن رواية كذابين ورافضة (¬٤)،
---------------
(¬١) «الثقات» لابن حبان (١/ ١٤٥).
(¬٢) «البداية والنهاية» (١١/ ٥٥).
(¬٣) «البداية والنهاية» (٩/ ٤٨٦).
(¬٤) غلو الرافضة في فاطمة كثير جداً، ومن غلوهم الكثير في باب زواجها: =

الصفحة 44