كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 3)

لها في رخائها وعسرها.
ثم يكون يوم الفِصَال في غربة من البيت الذي لزمتها فيه، ومن البلد الذي يحتويه، فإن جَهِدْنَا أنْ نتخيَّل فتاة لا تبكي حين تحوم بنفسها تلك الذكريات وتقترب من اليوم الفاصل بين معيشتها في كنف أبيها - صلى الله عليه وسلم - ومعيشتها في غير كنفه؛ فموضوع الغرابة أن تخيلها ... ـ بعد الجهد ـ غير باكية ولا آسية، ولا سيما من كانت مثل الزهراء مجبولة على مزاج حزين، وأسى دفين على أمها العزيزة لم يفارقها مدى السنين ... ). (¬١)
٨. وأما عدم حب والدها - صلى الله عليه وسلم - لها، وعدم تقدير زوجها، فهذا كذب صريح، استحى من هذا الإفك وأمثاله: إخوانُه المستشرقون، فبيَّنوا أنه لا يُوثَق بكلامه، ولا نَقْلِهِ ـ كما سبق في ترجمة في التمهيد ـ.
٩. وأما تأخير المؤرِّخِين سنة ولادتها، فهذا غير صحيح إلا على رأي الرافضة، فإنهم ادعوا بأنها وُلِدَت بعد البعثة النبوية بخمس سنين، وهاجرت وعمرها ثمان سنوات، وبَنَى بها عليٌّ في ذي الحجة سنة ٢ هـ وعمرها عشر سنوات (¬٢) وقيل: بنى بها بعد الخطبة بشهر أي في السنة ١ هـ، وهذا كله غير
---------------
(¬١) «فاطمة الزهراء» للعقاد (ص ٣٨).
(¬٢) ينظر: «مسار الشيعة» للمفيد (ص ١٠)، «المناقب» لابن شهر آشوب (ص ١١٢)، ... «بحار الأنوار» (٤٣/ ١١٠)، أفدته من: مقدمة تحقيق محمد جواد الجلالي لِـ «مسند فاطمة الزهراء للرافضي: حسن التويسركاني» (ص ٩).

الصفحة 53