كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 4)

ومن دلائل العلاقة الطيبة: ما وقع من الإنصاف وطيب الكلام بين المبشَّرَين بالجنة، الخليفتَين الراشِدَين: أبي بكر وعلي من المحاورة والمصالحة، بعد وفاة فاطمة، مع طيب الكلام، قال القرطبي: (وقد جرى بينهما في هذا المجلس من المحاورة والمكالمة، والإنصاف ما يدل: على معرفة بعضهم بفضل بعض، وأن قلوبهم متفقة على احترام بعضهم لبعض، ومحبة بعضهم لبعضٍ ما يَشْرَقُ به الرافضيُّ اللعين، وتُشْرِقُ قلوبُ أهلِ الدِّين). (¬١)
وما رواه عقبة بن الحارث، قال: صلَّى أبو بكر - رضي الله عنه - العصر، ثم خرج يمشي (¬٢)، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصبيان، فحَمَله على عاتقه، وقال: بأبي شبيهٌ بالنبيِّ، لا شبيهٌ بعليٍّ. وعليٌّ يضحك. (¬٣)
---------------
(¬١) «المفهم» للقرطبي (٣/ ٥٧٠)، وأورده ابن حجر في «فتح الباري» (٧/ ٤٩٥) وفيه: ... (وأن قلوبهم كانت متفقة على الاحترام والمحبة، وإن كان الطبع البشري قد يغلب أحياناً لكن الديانة ترد ذلك، واللَّه الموفق).
(¬٢) ذكر ابن حجر في «فتح الباري» (٦/ ٥٦٧) أن الإسماعيلي زاد في رواية: بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بليال وعليٌّ يمشي إلى جانبه».
(¬٣) أخرجه البخاري في «صحيحه» وسيأتي في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم ... (١٥).
فائدة: انظر في علاقة علي بالخلفاء قبله: كتاب «علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين» لعبدالستار الشيخ (ص ٢٤١).

الصفحة 386