كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 4)

ما جاء في حديث أَبِي الطُّفَيْلِ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهم -: أَنْتَ وَرِثْتَ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، أَمْ أَهْلُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: لَا، بَلْ أَهْلُهُ. قَالَتْ: فَأَيْنَ سَهْمُ ... رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ - عز وجل -، إِذَا أَطْعَمَ نَبِيَّاً طُعْمَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ».
فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَتْ: (فَأَنْتَ، وَمَا سَمِعْتَ مِنْ ... رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمُ).
وهذا حديث حسن، لكن اللفظةَ الواردةَ منكرة. (¬١)

وروي في حديث طويل أنها قاوَلَتْ أبا بكر، وناقَشَتْهُ في المسألة:
أخرج حماد بن إسحاق (ت ٢٦٧ هـ) في «تركة النبي - صلى الله عليه وسلم -» ... (ص ٨٧ ـ ٨٨) قال:
حدثنا يحيى بن أكثم (¬٢)، قال: حدثنا علي بن عياش بن مسلم الألهاني الحمصي (¬٣)، عن أبي معاوية صدقة الدمشقي (¬٤)، عن محمد بن عبداللَّه بن
---------------
(¬١) سبق تخريجه وبيان ضعف العبارة، وتوجيه بعض العلماء لها، في الحديث رقم (٢٩).
(¬٢) فقيه، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص ٦١٩).
(¬٣) ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص ٤٣٥).
(¬٤) صدقة بن عبداللَّه السمين، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص ٣٠٩).

الصفحة 392