كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 4)

قال: حدثنا نصر بن علي (¬١)، قال: حدثنا ابن داود (¬٢)، عن فضيل بن مرزوق (¬٣)، قال زيد بن علي بن الحسين بن علي (¬٤) - رحمه الله -: (أمَّا أنا فلو كنتُ مكان أبي بكر لحكمتُ بمثل ما حكمَ بِه أبو بكر في فَدَك).
وذكر الصنعاني - رحمه الله - تأييد علماء الزيدية لقضاء أبي بكر - رضي الله عنه -، قالوا: لو كان باطلاً؛ لنقضَهُ عليٌّ - رضي الله عنه - في خلافته، ولأنكرَهُ بنو هاشم والمسلمون. (¬٥)
أورد الرافضة أكاذيب ملفَّقَةً تشِينُ آلَ البيتِ والصحابةَ كلَّهم - رضي الله عنهم -، وذكروا أنَّ أبا بكر منع فاطمة حقَّها، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (قاتَلَ اللَّهُ الرافضةَ، وانتصفَ لأهل البيت منهم، فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشَّينِ مالا يخفى على ذِي عَين.
ولو قال قائل: فاطمةُ لا تطلُبُ إلا حقَّها، لمْ يكُن هذا بأولى من قول القائل: أبو بكر لا يَمنَعُ يهوديَّاً ولا نصرَانِياً حقَّه، فكيف يمنَعُ سيِّدَةَ نساء العالمين حقَّها؟ !
---------------
(¬١) ابن نصر بن علي الجهضمي الصغير، ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص ٥٩٠).
(¬٢) عبداللَّه بن داوود الهمْداني الخُريبي، ثقة عابد. «تقريب التهذيب» (ص ٣٣٦).
(¬٣) الأغَرُّ الرَّقَاشي، صدوق يهم، ورمي بالتشيع. «تقريب التهذيب» (ص ٤٧٧).
(¬٤) ثقة. «تقريب التهذيب» (ص ٢٥٩).
(¬٥) ينظر: «رفع الالتباس عن تنازع الوصي والعباس» للصنعاني (ص ٧٢).

الصفحة 424