كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 4)

هذا، وإنَّ من العَجَبِ العُجَاب ـ غير المستغرَب من الرافضة ـ أن يدَّعُو إمامَةَ فاطمة! ! (¬١)
وأعجبُ من ذلك أن يكتُبَ في سيرة فاطمة - رضي الله عنها - مَن يَنتسب إلى أهلِ السُّنَّة، فيطير الرافضة به فرحاً، ويستدلوا بكلامه، وما كتبَ إلا أديبٌ مُنَحازٌ، أو غَيرُ محقِّقٍ، أو صُوفِيٌّ جَاهِلٌ، أو حَاطِبُ لَيلٍ.
فمثلاً: الأديب: عباس العقاد، يتحدث ببيان عجيب في مواضع من كتابه، يذهب إلى ما ذهبَتْ إليه الرافضة، فانظر إليه يقول: (بعضُ الأخبار يفيد ـ إنْ صحَّ وإن لم يصح ـ ومِن هذه الأخبار: خبر الرواة الذين قالوا إنَّ علياً جامَل فاطمة، فلم يبايع أبا بكر إلا بعد وفاتها.
إنْ صحَّ هذا الخبر أو لم يصح فدلالتُه صحيحة، وهي اعتقاد الناس في
---------------
(¬١) «فاطمة تجليات النبوة والإمامة» لحسن العالي (ص ٣٢٩)، «أنوار الزهراء» لحسن الأبطحي (ص ٤٤)، أفادتهما: سهى بنت عبدالعزيز العيسى في كتابها الجيِّد: «المرأة في الفكر الشيعي ـ دراسة عقدية نقدية ـ» (ص ٢٦٥).

الصفحة 514