كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 5)

(وبالجملة؛ فالحديثُ موضوع من جميع طُرُقِه، فما أبعد عن الصواب من أورده في «الموضوعات» كابن الجوزي، خلافاً للسيوطي فإنه قد تعقَّبَه! قال المناوي: فلم يأت بشيء سوى أنَّ له شاهداً.
قلت ـ الألباني ـ: يعني حديث أبي هريرة وغيره.
ثم أقول: لقد وقفت للشيخ: أحمد الغماري (¬١) على كلام عجيب في هذا الحديث يدل على انحرافه عن أهل الحديث والسُّنَّة، وميلِه إلى التشيُّعِ ومحاباته لأهل البيت ولو بتقوية الأحاديث الموضوعة، فقد ذكر في «المداوي» (¬٢) (١/ ٤٥١ ـ ٥٤٢) أسماء الصحابة الذين رُوِيَ الحديث عنهم، دون أن يسوق أسانيدهم ـ على خلاف عادته من تسويد صفحات بها ـ ودون أن يبيِّنَ مَنْ فيها من الكذابين والسرَّاقين، اللَّهم إلا حديث علي - رضي الله عنه -، فقد ساق إسنادَه، ولكنه خنس عنه، ولم يُبيِّن علَّتَه، مع أنَّ فيه «العباس بن بكار الضبي»، وهو كذَّاب كما تقدم عن الإمام الدارقطني.
وإنَّ مِن انحرافه واتِّبَاعه لهواه أنه أجملَ الكلام فيها وألَانَهُ، ورَمَى رُوَاة الحديثِ وأئمتَهم الذين أعرضوا عن رواية هذه الموضوعات في كتبهم بالنَّصْبِ ومعاداةِ أهلِ البيت ـ حاشاهم ـ، فقال: «والطرق التي ذكرها
---------------
(¬١) أحمد بن محمد بن الصدِّيق، أبو الفيض الغُمَارِي الحسني الأزهري المغربي الصوفي ... (ت ١٣٨٠ هـ). له ترجمة في «الأعلام» للزركلي (١/ ٢٥٣).
(¬٢) «المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي».

الصفحة 359