كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 5)

١٢١. [٢] قال الإمام أبو داوود الطيالسي - رحمه الله -: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، قال: قال علي - رضي الله عنه -: زارنا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فبات عندنا والحسن والحسين نائمان، فاستسقى الحسنُ فقامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى قِربَةٍ لنا فجعل يعصِرها في القَدَح، ثم يسقِيَه، فتناولَه الحُسين لِيَشْرب، فمنَعَه، وبدأَ بالحسن فقالت فاطمة - رضي الله عنها -: يا رسولَ اللهِ، كأنه أحبُّهما إليكَ. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا، ولكنَّهُ استَسْقَى أوَّلَ مرَّةٍ».
ثم قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إني وإياكِ وهذَين (¬١)
---------------
(¬١) كذا في المطبوعة، وغيرها من مصادر التخريج، وجاء في نسخة «المطالب العالية» ... (١٦/ ١٦٩) رقم (٣٩٥٤) من مسند الطيالسي: «إني وإياكِ وهذان». وذكر المحقق أنه في نسخة (عم = العمرية في الهند)، و (سد = الرياض السعودية): (وهذا). واستظهر المحققون للمطالب في مقدمة التحقيق (١/ ٤٦٩ و ٤٧٢) أن نسخة (سد) مستنسخة من الأصل الذي نسخت منه (عم).
وجاء بالرفع ـ أيضاً ـ في «جامع المسانيد» لابن الجوزي (٦/ ١٩٦) رقم (٥٥٩٩) من ... «مسند أحمد»، وذكر المحقق أنَّ العكبري في «إعراب الحديث» يعتمد على «جامع المسانيد» نص على أنها بالرفع، ووجَّهَها.
والمثبتُ في نُسَخِ «المسند»: «وهذين» كما في ط. الرسالة ـ ستأتي في التخريج ـ، وط. المكنز (١/ ٢٢٩) حديث رقم (٨٠٣) ولم يذكروا خلافها.
وذكر ابنُ مالك أنَّ لغةَ بني الحارث بن كعب إلزام المثنى وما جرى مجراه الألف في الأحوال كلها، لأنه عندهم بمنزلة المقصور، وذكر من الأمثلة هذا المثال: «إني وإياك وهذان» نقلاً من «جامع المسانيد».
واستظهر د. ياسر الطريقي أنَّ الرفع من أخطاء النساخ ـ قلت: وهو الظاهر، واللَّه أعلم ـ.

انظر: «إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث» للعكبري (ص ١٥٣) رقم (٣٠٣)، ... «شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح» لابن مالك النحوي الأندلسي (ص ١٥٠ ـ ١٥١)، و «عقود الزبرجد» للسيوطي (٢/ ١٣٥) رقم (٧٧٥)، ... «الشواهد الحديثية في الأبواب النحوية جمعاً وتخريجاً ودراسة» د. ياسر الطريقي ... (١/ ٩٠)، «مشكلات صحيح البخاري النحوية والتصريفية بين ابن مالك وشراح الصحيح» لإبراهيم العيد (ص ١١٢ ـ ١١٩).

الصفحة 366