كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 5)
سيرين يرى عامة ما يَروون عن عليٍّ كَذِبَاً. (¬١)
قال ابن حجر: (والمراد بذلك ما ترويه الرافضة عن عليٍّ من الأقوال المشتملة على مخالفة الشيخين، ولم يُرِدْ ما يتعلق بالأحكام الشرعية، فقد روى ابنُ سعد بإسنادٍ صَحيحٍ عن ابنِ عباس قال: إذا حدَّثَنا ثقةٌ عن عليٍّ بفُتيا؛ لم نتجاوزها). (¬٢)
وقال النووي في أثَرٍ آخر: ( ... فأشار بذلك إلى ما أدخلَتْهُ الروافض والشيعةُ في عِلْمِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - وحديثِه، وتقوَّلُوهُ عليه من الأباطيل، وأضافوه إليه من الروايات والأقاويل المفتعلة والمختلقة، وخلطوه بالحق، فلم يتميز ما هو صحيح عنه مما اختلقوه). (¬٣)
وعن شبابة، وغندر كلاهما، عن شعبة، عن عَمْرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال: صحبتُ عليَّاً في السفَر والحضَر، فكُلُّ ما يُحدِّثونَ عنه بَاطلٌ.
لفظ البيهقي: وأكثرُ ما يحدثون عنه باطل.
لفظ حديث غندر: صحبت علياً في السفر والحضر فما سمعتُه يقول ما تروُون عنه. (¬٤)
---------------
(¬١) أخرج البخاري في «صحيحه» رقم (٣٧٠٧)، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» ... (١/ ٣٤٢) رقم (١١٧٧).
(¬٢) «فتح الباري» (٧/ ٧٣).
(¬٣) «شرح النووي على مسلم» (١/ ٨٣).
(¬٤) أخرجه: الجوزجاني في «أحوال الرجال» (ص ٤٠)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص ١٣٣) رقم (٨٤)، ومن طريقه: [ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ... (٣٦/ ٨٩)] من طريق شبابة بن سوَّار.
ورواه ابن عساكر ـ أيضاً ـ في «تاريخ دمشق» (٣٦/ ٨٩) من طريق جعفر الفريابي، عن عثمان بن أبي شيبة، عن غندر. كلاهما: (شبابة، وغندر) عن شعبة، به.
والأثر أورده الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢/ ٩٦٦).