كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 5)

الإسلام؛ لأنه قد يُبنى عَلى الْحَدِيثِ حُكْمٌ، فَيُعْمَلُ بِهِ؛ لِحُسْنِ ظَنِّ الراوي بالمجهول.
ثم انظر إلى جَهْلِ مَنْ وَضَعَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ اللُّقْمَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي مَجْرَى البول وتداخَلَتْها النجاسةُ فَرَبَتْ لَمْ يُتَصَوَّرُ غَسْلُهَا، وقد سُئلَ أحمدُ بنُ حنبل في سِمْسِمٍ وقع في النجاسة، هل يُغْسَل؟ فقال: كيف يُتَصَوَّرُ غسْلُهُ؟ !
وَكَأَنَّ الَّذِي وَضَعَ هَذَا قَصَد أذى المسلمين والتلاعب بهم). انتهى كلام ابن الجوزي.

قال ابن حجر في «المطالب العالية» (١٠/ ٧٨٨) رقم (٢٤٢٦): ... (وَهْبٌ هَذَا، هُوَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي الْمَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ وَوَضْعِ الْحَدِيثِ؛ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا افْتَرَاهُ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي «الموضُوعَاتِ» وَكَشَفَ أَمْرَ هَذَا الْحَدِيثِ فَأَجَادَ).
ونقل كلامَ ابنِ الجوزي السابقِ البوصيريُّ في «إتحاف الخيرة المهرة» ... ـ ط. الوطن ـ (٤/ ٢٩٢).
وممن ذكرَ ـ أيضاً ـ هذا الحديث ضمن الأحاديث الموضوعة:
ابنُ القيم في «المنار المنيف» ـ ط. العاصمة ـ (ص ٥٦) ضمن علامة من علامات الوضع: أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطُرُقيَّة أشبه وأليق.
والسيوطي في «اللآلئ المصنوعة» (٢/ ٢٥٥)، وابن عراق في «تنزيه

الصفحة 510