كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

فهو إذ يعرض على الناس الحقائق العلمية والاعتقادية يقدمها إليهم مقترنة بأدلتها المنطقية، وحينما ينكر على الناس خرافاتهم وأباطيلهم الاعتقادية أو غيرها يقيم الأدلة المنطقية على بطلانها، ويطالبهم بالأدلة المثبتة لها، إن كان لهم أدلة عليها، ويناقشهم ضمن الأسس المنطقية السليمة، ومع ذلك فهو لا يُعفي أدلته من مناقشات الناس الحرة المنطقية السليمة أيضًا، إذا كانت له مناقشات حولها.
ويرى أن من كان الحق بيده فإنه لا يخشى عليه من أي بحث أو مناقشة بريئين من الاحتيال والمكر، والتضليل والتشويه.
ولذلك نجد في القرآن العظيم حشدًا كبيرًا من الأدلة المنطقية المثبتة للحقائق والعقائد الإسلامية، وحشدًا كبيرًا من المناقشات والمجادلات للمشركين والكافرين، وسائر ذوي المعتقدات المخالفة للحق، والمجافية للصواب، ويعلم القرآن العظيم المسلمين أن يقولوا لمخالفيهم لدى بحث أي موضوع من الموضوعات الإسلامية كما جاء في سورة "سبأ: 34 مصحف/ 58 نزول":
{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} .
وذلك ليشعروهم بالنزاهة التامة في طلب الحقيقة والبحث عنها، وليهونوا عليهم التنازل عن عصبياتهم وتقاليدهم وموروثاتهم الفكرية القديمة ويضعوا ما لديهم منها على منصة البحث والنقد، وتمييز الحق من الباطل.
ويتضمن هذه الأسلوب الإسلامية الرباني تمجيدًا رائعًا للعقل الإنساني، وتحريرًا له من رواسب الخرافات والأباطيل، وسائر الموروثات الفاسدات، سواء كانت اعتقادية، أم عملية، أم خلقية، أم تربوية، أم سلوكية، فردية أم اجتماعية.
3- أسماء أنواع الأدلة:
ومن الأسماء التي سُمى القرآن بها أنواع الأدلة التي تقدم لإثبات فكرة ما الأسماء التالية:

الصفحة 39