كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم
فمن المعروف أن الذين يدعون مع الله إلهًا آخر لهم حجج ولكنها حجج فاسدة، والمطلوب منهم أن يقدموا براهين، والبراهين هي الحجج القاطعة التي لا تحتمل النقض، ولن يستطيعوا ذلك لأن الحقيقة على خلاف ما يدعون.
ج- وقد أمر الله رسوله محمدًا صلوات الله عليه بأن يطلب اليهود والنصارى ببرهانهم على بعض ما يدعون مما هو مخالف للحقيقة بقوله تعالى في سورة "البقرة: 2 مصحف/ 87 نزول".
{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .
ولن يستطيعوا أن يقدموا البرهان على هذا القول الباطل.
د- وكذلك فعل بالنسبة إلى مزاعم المشركين الذين يثبتون مع الله إلهًا آخر، قال الله تعالى في سورة "الأنبياء: 21 مصحف/ 73 نزول":
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} .
الاسم الثالث: السلطان، ولفظ سلطان حينما يراد به الدليل المثبت يطلق غالبًا على النصوص الإخبارية أو التعليمية المنزلة من عند الله؛ لأنها منزلة من عند من له هيمنة وسلطان على الحقائق كلها الغيبية والمشهودة. فمن ذلك قوله تعالى في سورة "آل عمران: 3 مصحف/ 89 نزول":
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} .
فالمراد من السلطان هنا الدليل الشرعي المنزل من عند الله المثبت لما يدعون، ولن يستطيعوا الإتيان به لأن الله لم ينزل شيئًا من ذلك.
ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في سورة "غافر: 40 مصحف/ 60 نزول":
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
فهؤلاء الذين يجادلون في آيات الله إنما يجادلون بحجج باطلة، ولن
الصفحة 41
687