كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

يستطيعوا أن يجادلوا بسلطان جاءهم من عند الله؛ لأن الله لم ينزل شيئًا من ذلك ينقض به دلائل آياته.
4- من أسس الحضارة الإسلامية؛ الالتزام بمبدإ الحق ومناصرته والنفور من الباطل ومكافحته:
الالتزام بمبدأ الحق:
لما كان مبدأ الحق من أهم الأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية كان من البدهي أن يحتل هذا المبدأ مركز الصدارة والتمجيد، في نصوص الدفع الإسلامي إلى القمم الحضارية المثلى، وأن تحمل هذه النصوص حربًا شعواء على الباطل حيث وجد، ومن أي مصدر ظهر.
ونظرة سريعة في القرآن الكريم كافية لأن تكشف لنا مبلغ اهتمام هذا الكتاب الرباني بمبدإ الحق، وذلك بوصفه أساسًا للدعوة الإسلامية، ورسالة الإسلام الحضارية للناس جميعًا.
وبالتأمل نلاحظ أن مادة الحق قد وردت في القرآن قرابة مائتي مرة.
أ- فالإسلام دين الحق؛ لأن أصوله الاعتقادية مطابقة للواقع، ولأن أخباره ومواعيده مطابقة للواقع، ولأن تعاليمه وشرائعه موافقة لأكمل صورة ممكنة تتحقق بها سعادة الناس في حياتهم الأولى وحياتهم الأخرى، قال الله تعالى في سورة "التوبة: 9 مصحف/ 113 نزول":
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} .
ب- وآيات الله تتلى على نبيه بالحق، وذلك لأن مضمون آيات الله لا يعدو صراط الحق، قال الله تعالى في سورة "البقرة: 2 مصحف/ 87 نزول":

الصفحة 42