كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 1)
---
ج:1 ص:108
وممن خف ضبطه لبعده عن كتبه معمر بن راشد وهذا الرجل عده علي بن المديني ممن دار الإسناد عليهم وثناء العلماء عليه عظيم ولكن ذلك لم يمنع من أن يقال فيه إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا ونقل ابن رجب عن الإمام أحمد قوله حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين كان يتعاهد كتبه وينظر فيها يعني في اليمن وكان يحدثهم بخطأ بالبصرة كما ذكر ابن رجب مثالا من الأحاديث المعلولة التي تكشف عن أمر معمر بالعراق وذلك أن معمرا روى حديثا وهو أن النبي كوى أسعد بن زرارة من الشوكة
رواه باليمن عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل مرسلا ورواه بالبصرة عن الزهري عن أنس والصواب المرسل
وأما عبد الله بن لهيعة قاضي مصر فهو ممن أجمع العلماء على خفة ضبطه قبل موته بسنين والأكثر على أن هذا راجع إلى احتراق كتبه روى العقيلي من طريق البخاري عن أبي بكير قال احترقت كتب ابن لهيعة سنة سبعين ومائة وقال ابن خراش كان يكتب حديثه احترقت كتبه فكان من جاء بشيء قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثا وجاء به إليه قرأه ليه قال الخطيب فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله وقال يحيى بن حسان رأيت مع قوم جزءا سمعوه من ابن لهيعة فنظرت فإذا ليس هو من حديثه فجئت إليه فقال ما أصنع يجيئون بكتاب فيقولون هذا من حديثك فأحدثهم@