كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 1)

---
ج:1 ص:111
ومن الثقات من فقد بصره وكان يعتمد على كتبه فخف ضبطه ووهم فيما حدث به بعد ذلك وهؤلاء كثيرون منهم عبد الرزاق بن همام فبالرغم من أنه أحد الأئمة المشهورين وإليه كانت الرحلة في زمانه في الحديث حتى قيل أنه لم يرحل إلى أحد بعد رسول الله ما رحل إلى عبد الرزاق هذا ما قاله ابن رجب معبرا عن توثيق العلماء لهذا العلم بالرغم من كل هذا إلا أن حديثه ضعيف بعد فقد بصره وهذا ما قرره الإمام أحمد بقوله عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره كان يلقن أحاديث باطلة وقد حدث عن الزهري بأحاديث كتبناها من أصل كتابه جاء بخلافها
وعلى هذا فآفة عبد الرزاق انه كان يتلقن ولم يوفق بمحدث واحد ثقة يلقنه
روى الخطيب بإسناده عن إسحاق بن أبي إسرائيل قال كان أصحاب الحديث يلقنون عبد الرزاق من كتبهم فيختلفون في الشيء فيقول لي كيف في كتابك فإذا أخبرته صار إليه لما يعرف أنني كنت أتعب في تصحيحها وهذه القصة وما قبلها فيهما دلالة واضحة على أن عبد الرزاق ابتلي بمن يلقنه الباطل أو الضعيف من الحديث وعليه يحمل تكذيب من كذبه وما روى من الفضائل عنه حتى اتهم بالتشيع
ومما أدخل على عبد الرزاق ما رواه ابن أبي حاتم في علله قال سألت أبي عن حديث رواه أبو عقيل بن حاجب عن عبد الرزاق عن سعيد بن قماذين عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن حبشي قال سمعت رسول الله يقول لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها@

الصفحة 118