كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 1)

---
ج:1 ص:122
لا فإن قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه إني بهرجت هذا الدينار قال لا قيل فمن أين قلت إن هذا نبهرج قال علما رزقت كذلك نحن رزقنا معرفة ذلك
وقد فهم السخاوي من كلام العلماء حول التعليل أنه أمر يهجم على القلب أو هيئة نفسانية لا تدفع فهو يقول والتعليل أمر يهجم على قلوب هؤلاء لا يمكنهم رده وهيئة نفسانية لا معدل لهم عنها ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث كابن خزيمة والإسماعيلي والبيهقي وابن عبد البر لا ينكر عليهم بل يشاركهم ويحذو حذوهم وربما يطالبهم الفقيه والأصولي العاري عن الحديث بالأدلة
وأرى أن كلام السخاوي هذا -في جعل معرفة العلة هيئة نفسانية وخواطر وجدانية- لا يستفاد من مجموع كلام النقاد ولا يشهد له هذا العلم بل يشهد عليه وهو مرفوض بمنطق مئات الأمثلة والشواهد التي احتوتها هذه الرسالة
ولابن رجب في شرح العلل عبارة تنقض قوله قال وقد قال أبو عبد الله بن منذة الحافظ إنما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفر يسيرا من كثير ممن يدعي علم الحديث فإما سائر من يدعي كثرة كتابه الحديث أو متفقهه في علم الشافعي وأبي حنيفة أو متبع لكلام الحارث المحاسبي والجنيد وذي النون وأهل الخواطر فليس لهم أن يتكلموا في شيء من علم الحديث إلا من أخذه عن أهله وأهل المعرفة به فحينئذ يتكلم بمعرفته
أما كلام النقاد -كابن مهدي وأبي زرعة- فإنه يحمل على أن من يجهل هذا العلم لا يمكنه الإحاطة بطرائقه ومعارفه وعناصره وعرض الدليل@

الصفحة 129