كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 1)
---
ج:1 ص:130
أثبتهم ولكن هؤلاء الذين بقروا علم الزهري يونس وعقيل ومعمر قلت له فبعد مالك من ترى قال ابن عيينة انتهى
ومن خلال هذا النص نلاحظ أمرين لا بد من البحث عنهما ونحن نتناول الرواة عن الثقات الأول من أوثق الناس في هذا الشيخ والثاني من أكثرهم جمعا ورواية عنه وهكذا الأمر في كل ثقة على حدة ولنتصور حجم هذه المعرفة التي لا بد منها لرجل العلل وعن طريق مثل هذه المعرفة يتكون عند الناقد منهج يستعين به في نقده
ولقد أخذ هذا النوع من الدراية الإسنادية مساحة كبيرة من شرح ابن رجب لعلل الترمذي فذكر تراجم مطولة لمن دار عليهم الإسناد ولم يكتف بما أوجزه الترمذي عنهم فجاء كلامه مفصلا مليئا بالمعارف الحديثية وعدد هذه التراجم اثنتان وعشرون ترجمة
وأما الأسانيد فقد أمد ابن رجب الباحث في العلل بمجموعة من المعارف الإسنادية وذلك عند كلامه عن مراتب الثقات وقول من يقدم في هؤلاء الثقات وكان هذا هو القسم الأول من أقسام علم العلل عنده وقد عنونه بما يلي
القسم الأول في معرفة مراتب أعيان الثقات الذين تدور غالب الأحاديث الصحيحة عليهم وبيان مراتبهم في الحفظ وذكر من يرجح قوله منهم عند الاختلاف
وبدأ ابن رجب بذكر أصحاب ابن عمر وبعد كلام طويل كأنه مال إلى ترجيح قول نافع مولى ابن عمر على غيره عند الاختلاف ثم ثنى بذكر أصحاب نافع ثم أصحاب عبد الله بن دينار وهكذا فإن ابن رجب يتابع الكلام في أعيان الثقات فيذكر أصحاب كل واحد منهم ومن أوثق الناس فيه وكأن كل واحد من هؤلاء مدرسة حديثية مستقلة@