كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 1)

---
ج:1 ص:141
حميدا لم يسمع أنسا كما ورد في روايات أصحاب حميد وفي هذا يقول الترمذي
قال محمد حدثنا عمرو بن خالد نا زهير قال قدمت البصرة فرأيت حميدا وعنده أبو بكر بن عياش جعل حميد يقول قال أنس قال أنس فلما فرغ قلت له أسمعت هذا قال سمعت عمن حدث عنه
ويلاحظ على هذا الحديث أن الإسنادين التقيا بزهير بن معاوية
أما الأول وهو المعل ففيه زهير عن حميد عن ثابت عن أنس
وأما الثاني ففيه زهير عن حميد عمن حدث عن أنس عن أنس
ويكون البخاري قد كشف علة الحديث وأثبت أن حميدا لم يسمع من أنس وإنما بينهما واسطة وقد بين أن الوهم إنما دخل من إكثار حميد من القول قال أنس فجعل أصحاب حميد هذه العبارة سمع أنسا
مثال
ومنه قول الحسن خطبنا ابن عباس
وهذا مثال آخر فيه تصريح بالسماع إلا أن حقيقته غير ذلك
وهذا الإسناد روي عن يزيد بن هارون عن حميد عن الحسن وعقب عليه الترمذي بقوله روى غير يزيد بن هارون عن حميد عن الحسن قال خطب ابن عباس وكأنه رأى هذا أصح وإنما قال محمد هذا لأن ابن عباس كان في البصرة في أيام علي والحسن البصري في أيام عثمان وعلي كان بالمدينة
وبهذا يظهر لنا البخاري -رحمه الله- علة الحديث ومدارها على يزيد بن هارون الذي قال خطبنا وقد حاول بعض النقاد التماس تأويل للحسن@

الصفحة 148